67
فقهيات معاصرة في الحج (1) حكم الشكّ في صدق العناوين
سماحة الأستاذ الشيخ محمد القائيني
من المسائل التي يعمّ الابتلاء بها في العبادات من الحجّ وغيره ، حكم الشكّ في صدق العناوين التي وقعت متعلقاً للتكاليف الشرعية كعنوان الصوم أو السجدة أو الطواف أو الوقوف بالمشاعر التي يجب الوقوف بها في نسك الحج وغير ذلك من الموارد الكثيرة ؛ والبحث في وظيفة المكلّف في هذه الموارد من حيث لزوم الاحتياط أو عدمه والحكم بالبراءة .
وينبغي قبل الورود في البحث التنبيه على نقاط:
النقطة الأولى: جهة البحث في هذه المسائل ، لزوم الاحتياط وعدمه من حيث كون هذه الموارد من قبيل الشك في محصّل الامتثال وعدمه ؛ بعد الفراغ عن كون موارد الشك في التكليف بالأقل أو الأكثر في الارتباطيات مجرى البراءة .
النقطة الثانية: إن محل الكلام هو الشك في صدق المفهوم لا بنحو الشبهة المصداقية ؛ وإلّا فواضح أن الشك في إتيان المكلّف بالوظيفة بعد كون المطلوب منه مبيناً لا فرق فيه بين ما كان من قبيل الشك في فعل السجدة الواجبة وغيره ؛ وعليه فلو تردد المكلّف في المكان الذي وقف به سابقاً وأنه كان يبعد عن مكة أربع فراسخ حتّىٰ يكون عرفة أو أن موقفه كان يبعد عن مكة فرسخين حتّىٰ يكون المشعر