57العمرة والحج كفى ذلك ، إذ الواجب عليه في هذه الحالة ليس إلّا واقع حجّة الإسلام بأحد أقسامها الثلاثة .
2 . توطين النفس على ترك المنهيات
الإحرام عبارة عن توطين النفس على ترك المنهيات المعهودة إلى أن يأتي بالمناسك ، وهذا القول هو الذي حكاه صاحب المدارك عن الشهيد وأنّه قال :
وكنت قد ذكرت في رسالة الإحرام أنّه عبارة عن توطين النفس على ترك المنهيات المعهودة إلى أن تأتي بالمناسك ، والتلبية هي الرابطة لذلك التوطين ، نسبتهما إليه كنسبة التحريمة إلى الصلاة 1 ، ونسبه المحقق الخوئي إلى الشيخ الأنصاري ، بل إلى المشهور ، ولذلك ذكروا : أنّه لو بنى على ارتكاب شيء من المحرمات ، بطل إحرامه لعدم كونه قاصداً للإحرام 2.
وربما يؤيد ذلك بما في صحيحة معاوية بن عمار من أنّ المحرم يقول : أحرم لك شعري وبشري ، ولحمي ، ودمي ، وعظامي ، ومخّي وعصبي ، من النساء والثياب والطيب ، أبتغي بذلك وجهك والدار الآخرة 3 .
ويلاحظ عليه أوّلاً : إنّ كثيراً من الناس ، يُحرمون ولا يدور ببالهم ، توطين النفس على ترك محظورات الإحرام من غير فرق بين العالم بها تفصيلاً ، أو إجمالاً ، أو الجاهل بها .
وأمّا صحيح ابن عمار ، فهو دعاء قبل الإحرام ، ولذلك يقول في ذيله : ثمّ قم - بعد الدعاء المذكور - «فامش هيأته ، فإذا استوت بك الأرض ، ماشياً كنت أو راكبا فلبّ» ، فالإحرام يتحقّق بالتلبية ، وبها يحرم الأمور المذكورة ، وكأنه قبل الإحرام يتذكر ما يُحْرمُ عليه بالتلبية في المستقبل 4 ، فتحريم الأُمور المذكورة من