45وإنما سميت بعض الحيوانات كالفأرة والغراب فَوَاسِقَ على الاستعارة لخبثهن ، وقيل : لخروجهن عن الحرمة في الحل والحرم أَي لا حرمة لهنّ بحال 1 .
كل هذه المعاني تبيّن مدى خطورة هذه الكلمة ، خصوصاً إذا ما تحولت إلى سلوك في علاقاتنا ، فتترك ظلماً وجوراً وفساداً في الساحة المسلمة والتي ينبغي بل يجب أن تكون بعيدة عن كل هذا ، ولهذا جاءت تعاليم هذه الفريضة محذرة ناهية عن مثل هذه السلوكيات ، ويكفي في قبحها أنها من صفات إبليس الذي أبىٰ إلّا الاتصاف بها والخروج عن طاعة ربه .
وأما الجدال
فهو من الجَدْل : هو شِدَّة الفَتْل . وجَدَلْتُ الحَبْلَ أَجْدِلُه جَدْلاً إذا شددت فَتْله وفَتَلْتَه فَتْلاً مُحْكَماً؛ ومنه قيل لزمام الناقة : الجَدِيل .
وقول ابن سيده : جدل الشيَ يَجْدُله ويَجْدِله جَدْلاً أَحكم فَتْله .
وفي الجَدِيل الذي هو الزمام المجدول من أَدم؛ يقول امرئ القيس :
وكَشْحٍ لطيفٍ كالجَدِيل مُخَصَّرٍ
وسَاقٍ كأُنْبُوب السَّقِيِّ المُذلَّل
وربما سُمِّي الوِشاح جَدِيلاً؛ وفيه يقول ابن عجلان النهدي :
جَديدة سِرْبالِ الشَّبابِ ، كأَنَّها
وأَنشد ابن بري لآخر :
أَذكَرْت مَيَّةَ إِذ لها إِتْبُ
دَائلٌ وأَنامِلٌ خُطْبُ
والجَدِيل : حَبْل مفتول من أَدم أَو شعر يكون في عُنق البعير أَو الناقة ، والجمع جُدُلٌ . .
وغلام جادل : مُشْتَدّ . الطَّيِّ ، وساعد أَجْدَل كذلك؛ قال الجعدي :