32وفرض فيه فهو فارض ، والعود مفروض ، ومنه الفرض أيالحز في الشيء ، الحز في القدح ، وفي الوتد وفي غيره . وفرضة القوس الحز الذي يقع فيه الوتر ، وفرضة الوتد الحز الذي فيه ، ومنه فرض الصلاة ، لأنها لازمة للعبد كلزوم الحز للقدح ، ولهذا قيل : حزه يحزه حزاً واحتزه : قطعه ولم يفصله ، والحز إذن يأتي بمعنى القطع ، ويأتي بمعنى أبان ، وهو قوله تعالى : [سُورَةٌ أَنْزَلْنٰاهٰا وَ فَرَضْنٰاهٰا] ، أما وهذا راجع إلى معنى القطع أيضاً ، لأن من قطع شيئاً فقد أبانه عن غيره ، واللّٰه تعالى إذا فرض شيئاً أبانه عن غيره .
ففرض بمعنى أوجب ، وفرض بمعنى أبان ، كلاهما يرجع إلى أصل واحد .
ويقال : فرضه عليه : كتبه عليه . وفرضه له : خصه به ، وفي التنزيل العزيز : [مٰا كٰانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمٰا فَرَضَ اللّٰهُ لَهُ ] .
ويقال : فرض له في العطاء : قدر له نصيباً . وفرض له القاضي فريضة : قدرها وأوجبها . ومنه الفرائض ، وهو علم تعرف به قسمة المواريث الشرعية .
ومنه افترض الشيء أيفرضه ، ومنه جاء الفرض ، والفريضة جمعها فرائض ، وهي ما أوجبه اللّٰه تعالى على عباده من حدوده التي بينها بما أمر به وما نهى عنه . أو هو كل ما يعاقب الإنسان على تركه ، سمي بذلك لأن له معالم وحدوداً ، وقيل : لأنه لازم للعبد كلزوم الفرض (الحز) للقدح أو الحز في العود .
ومنه أيضاً ما يفرضه الإنسان على نفسه . وهو الذي نصّت عليه الآية الكريمة : [فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ] أيفرضه أو أوجبه على نفسه أو ألزم نفسه به .
وقد وجدت أن السيد السبزواري في تفسيره مواهب الرحمن وبعد أن يبين معنى فرض يذكر فروقاً بين الفرض والوجوب فيقول :
مادة فرض تأتي بمعنى قطع الشيء الصلب والتأثير فيه قال تعالى : [لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبٰادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً] 1 ، أيمقطوعاً معلوماً . وتستعمل في فرائض اللّٰه