263وأدّى الأعمال في سنة 438ه ، ثم سافر ثلاث سفرات اخرى إلى مكة في أعوام 439ه و 440ه و 442ه . 
  ففي السفرات الثلاث الأول كان يأتي عن طريق البحر الأحمر إلى مرفأ الجار ، ثم يذهب من هناك إلى المدينة ، ثم إلى مكة . وفي السفر الرابع أتى عن طريق النيل إلى أسوان ، ومن هناك إلى البحر الأحمر ، ومن ثم ذهب عن طريق جدة إلى مكة 1 . 
  وفي سفره هذا ذهب إلى الطائف والأحساء ، فشاهد سيطرة القرامطة على البلاد ، ثم ذهب إلى البصرة ، ومنها إلى إصفهان ، ثم إلى خراسان . 
  ورحلة ناصر خسرو هذه التي طالت ست سنوات من حين خروجه من خراسان سنة 437ه إلى حين رجوعه في سنة 443ه ، حيث حجّ فيها أربع مرات ، تدل على أهمية مكة والكعبة لديه ، وتكشف عن منزلة هذه المدينة المقدّسة لدى مسلم شيعي إيراني فيلسوف وشاعر . 
  وقد شرح الحرمين وسفر الحج في سفره الرابع ، وفي السفر الأوّل أشار فقط إلى أن المطالب المتعلّقة بالحج سيذكرها فيما بعد : «لم أشرح مكة والحج هنا ، حتى أشرح ذلك في الحج الأخير» 2 .