25عبادات وآداب ومناهج ، أوجبتها لتكون محل التزام شديد لأناس يلجونها وفق شروط محددة توفرت فيهم ، ويأخذون على عاتقهم أداءها والتقيد بها بإخلاص وصدق ، ليتقبل اللّٰه تعالى بذلك حجهم وينالوا رضاه وأجره العظيم وثوابه الجزيل ، و لتترك هذه المناسك حينئذٍ عليهم آثارها ويجنوا ثمارها ، بل ويبثوا ما كسبوه منها من خير وعطاء ومنافع في اسرهم وأهليهم وجماعاتهم ، ويكونوا بذلك قدوة لهم جميعاً ولمن لم يوفق لأداء هذه الفريضة ويشحذوا فيهم الهمم لأدائها وزرع الشوق في نفوسهم إليها .
وهذه الفريضة المباركة التي نحن بصددها تتوفر على أهداف عديدة ، أولاها هو البناء الأخلاقي للإنسان الحاج عبر دورة تربوية أخلاقية سامية تتكامل مع مفردات تلك المنظومة العبادية الأوسع
هذا البناء الأخلاقي المتين يحتاج إلى أسس فاعلة في النفس الإنسانية تتمثل بما تحمله الآية الكريمة من أمور ، راحت تطلب من الإنسان الذي يريد أداء الحج المبارك الابتعاد عنها؛ لأنه عضو في دورة تربوية وإن كان بعضها مطلوباً من الإنسان المسلم عدم ارتكابه حتى خارج هذه الدورة .
والذي يبدو أن هذه المفردات الثلاث إنما ذكرت لأنها أسّ المعاصي والآثام ، وهو ما سنجده في الآراء والأقوال العديدة في تفسير هذا المقطع بمفرداته الثلاث .
حتى أن صاحب التفسير الكبير ذكر في تفسيره الحكمة في أن اللّٰه تعالى ذكر هذه الألفاظ الثلاثة لا أزيد ولا أنقص ، وهو قوله : [فَلاٰ رَفَثَ وَ لاٰ فُسُوقَ وَ لاٰ جِدٰالَ فِي الْحَجِّ] هي أنه قد ثبت في العلوم العقلية أن الإنسان فيه قوى أربع :
قوة شهوانية بهيمية .
وقوة غضبية سبعية .
وقوة وهمية شيطانية .