19وفي العشر الأوائل من ذي الحجة كان نزول سورة البراءة وإبلاغها بيد أمير التبرّي علي بن أبي طالب أهم حادثة تاريخية حصلت ، فقد كان الآخرون على أمل في أن يكلّفوا إبلاغ البراءة وقراءتها ، إلا أن الوحي الذي جاء بسورة البراءة وبلاغاتها ، أعطى بنفسه أمراً لكي يبلّغ تبرّيها على يد شخص يكون بنفسه مظهراً للتولّي والتبرّي .
«لا يؤدّيها إلا أنت أو رجلٌ منك» .
من هنا ، كان أميرالمؤمنين علي عليه السلام - وهو الرسول نفسه 1 - المكلّف بتبليغها 2 .
إنّ هذه الأحداث ونظائرها تدلّل بوضوح على أنّ زمان الحج له من هذه الجهات المذكورة فضيلة أيضاً ، فكل زمان يمنحه مظروفه الشرف ، وكل مكان يمنحه المكين فيه الفخر ، وإلا فلا فرق بين الأزمنة في الجوهر ، من حيث أجزائه ، كما لا فرق في المكان وجوهره بين الأبعاد الهندسية ، أي : الطول ، والعرض ، والعمق أو الارتفاع .
نعم ، إذا ما كان لشيء في مخزن الغيب تعيّن ، فمن الممكن أن يحتوي على خصوصية ، تظهر بعد التنزّل ، أمّا لو لم يكن لهذا الشيء في رتبة الغيب أيّ تعيّن ، إنّما حاز تعيّنه في المرتبة اللاحقة ، فإن خصوصيته إنما تظهر في مرتبة التعيّن تلك .
تنظيم العقود باسم الحج
ولكي تبقى السنة الإبراهيمية في الحج حيّةً في ذاتها واسمها ، كان الأنبياء الإبراهيميون عليهم السلام ينظمون عقودهم واتفاقاتهم من أبسطها إلى أهمّها في موسم