179ويحضرهم مع الدكاترة لعيادتي ، إلى أن تحسنت أحوالي وانقطعت سخونتي ، فشكروا اللّٰه على عافيتي .
وكانت [ الدار] تامة المرافق ، فلنا غرفة تحتانية وللنواب فوقانية فيها الكهرباء ولولة 1 الماء ، وحمام الدوش ، وفي غرفتنا بانكات 2 لتبريد الهواء ، وبقينا بها ثلاث عشرة ليلة مريضاً ، آجرها النواب بألف ريال سعودي تقريباً .
وكان نزولنا في المدينة في بستان أسعد أمر اللّٰه في ليلة الأربعاء التي هي في التقاويم الإيرانية آخر ذي القعدة وفي التقويم السعودي غرة ذي الحجة ، وقد شهد جمع من الحجاج وغيرهم برؤية الهلال ، وغلب الظن بعدم كذبهم وعدم الخطأ في بصرهم من جهة الظن بأنه كان ممكن الرؤية في تلك الليلة بحسب الدرجة التي هو فيها ، في ليلة الخميس في البستان المذكور بعد ما صليت جماعة المغرب ونوافلها ثم العشاء ، ومضى قرب ساعة من الليل ، فأروني - وأنا جالس في وسط الدار للتعقيب - الهلالَ في محله المرتفع فوق الحائط ، ثم نقلوا أنه غرب قرب ساعة ونصف من الليل ، ومن هنا اطمأنت النفس بأن ليلة الأربعاء كانت أول ذي الحجة وإن لم تثبت الرؤية شرعاً ، لعدم بلوغ الشهود إلى حد الشياع والاستفاضة ، فوافقنا السعوديين وعرّفنا يوم الخميس وعيّدنا يوم الجمعة ، فرمى الحاج علي أكبر المذكور جمرة العقبة نيابةً عني وعن العلوية ، واشترى الهدي لنا وذبحه عنّا ، وحلق رأسي بالموسى الذي استعاره من بعض الحجاج في ليلة السبت ، وكذا رمى الجمرات في يومها ويوم الأحد .
وخرجنا في عصر هذا اليوم من منى إلى مكة لطواف الزيارة وطواف النساء ، وحملوني ليلة الإثنين لطواف الزيارة وصلاة الطواف ثم السعي ، ثم طواف النساء وصلاة الطواف حتى فرغنا من المناسك .