167منزلةً»؟ فلم يتكلّم أحد ، فكان هو الرادّ على نفسه ، فقال: «تلك مكّة الحرام الّتي رضيها اللّٰه لنفسه حرماً وجعل بيته فيها» ثمّ قال: «أتدرون أيّ بقعة في مكّة أفضل حرمةً»؟ فلم يتكلّم أحد ، فكان هو الرادّ على نفسه ، فقال: «ذلك بين الركن الأسود إلى بابالكعبة ذلك حطيمإسماعيل عليه السلام الّذي كان يذود فيه غُنَيمَتَه ويصلّي فيه ، فواللّٰه لو أنّ عبداً صفّ قدميه في ذلك المكان ، قائماً الليل 1 مصلّياً حتّى يجنّه النّهار ، وقائماً النّهار 2 حتّى يجنّه الليل ، ولم يعرف حقّنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبلاللّٰه منه شيئاً أبداً ، إنّ أبانا إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام وعلى محمّد وآله كان ممّا اشترط على ربّه أن قال: [فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّٰاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ] 3 ، أما إنّه لم يعن النّاس كلّهم ، فأنتم اولئك رحمكم اللّٰه ونظراؤكم ، وإنّما مثلكم في النّاس مثل الشّعرة السّوداء في الثّور الأنور» 4 . 
  
  الثاني: مارواه الصّدوق بإسناده إلى أبي حمزة الّثمالي قال: 
  
    قال لنا عليّ بن الحسين عليهما السلام : «أيّ البقاع أفضل»؟ فقلت: اللّٰه ورسوله وابن رسوله أعلم ، فقال: 
  
  
    «أفضل البقاع ما بين الركن والمقام ، ولو أنّ رجلاً عمّر ما عمّر نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً ، يصوم النّهار ويقوم الليل في ذلك المكان ، ثمّ لقي اللّٰه عزّ وجل بغير ولايتنا ، لم ينفعه ذلك شيئاً» 5 . 
  
  الثالث: مارواه سعيد الأعرج ، عن أبي عبداللّٰه عليه السلام ، قال: 
  
    «أحبّ الأرض إلى اللّٰه تعالى مكّة ، وما تربةٌ أحبّ إلى اللّٰه عزّ وجلّ من تربتها ، ولا حجر أحبّ إلى اللّٰه من حجرها ، ولا شجر أحبّ إلى اللّٰه من شجرها ، ولا جبال أحبّ إلى اللّٰه من