160وعن زياد مولى ابن عياش عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و آله أنه قال :
دخلت على حذيفة في مرضه الذي مات فيه فقال :
اللهم ، إنك تعلم لولا أني أرى أن هذا اليوم أول يوم من أيام الآخرة ، وآخر يوم من أيام الدنيا ، لم أتكلم بما أتكلم به ، اللهم ، إنك تعلم أني كنت أختار الفقر على الغنى ، وأختار الذلة على العز ، وأختار الموت على الحياة ، حبيب جاء على فاقة ، لا أفلح من ندم ، ثم مات .
وفي دعاء له : اللهم إني أعوذ بك من صباح النار ومن مسائها .
هذه آخر ساعة من الدنيا ، اللهم ، إنك تعلم أني أحبك ، فبارك لي في لقائك .
ركب أبو مسعود الأنصاري في نفر كانوا معه لزيارة حذيفة ، وهو في المدائن ، وقد ألمّ به مرض الموت ، ووصلوا إليه في بعض الليل ، فقال :
أي الليل ساعة هذه ؟
قالوا : بعض الليل ، لوجود الليل .
قال لهم : هل جئتم بأكفاني؟
قالوا : نعم .
وهنا بادرهم بقوله :
فلا تغالوا بكفني ، فإن يكن لصاحبكم عند اللّٰه خير يبدل خيراً من كسوتكم ، وإلا تسلب سلباً سريعاً .
وفي قول :
أجئتم معكم بأكفان . .؟؟
قالوا : نعم . .
قال : أرونيها . .
فلما رآها ، وجدها جديدة فارهة . .
فارتسمت على شفتيه آخر بسماته الساخرة ، وقال لهم :