146إلى مدينة نهاوند فصالح أهل ماه دينار ، وأعطاهم الأمان على أنفسهم وأموالهم وأراضيهم ، لا يغيرون عن ملة ولا يحال بينهم وبين شرائعهم ، ولهم المنعة ما أدّوا الجزية في كلّ سنة إلى من وليهم من المسلمين من مر بهم فأوى إليهم يوماً وليلة ونصحوا ، فإن غشوا وبدلوا فذمتنا منهم بريئة . . .
وأيضاً صالح أهل آذربيجان سنة اثنتين وعشرين بعد وقعة نهاوند بسنة على أن يدفعوا ثمانمائة ألف درهم . . .
وأنه غزا ما سبذان ، فافتتحها عنوة ، وقد كانت فتحت من قبله فانتقضت .
ثم غزا همدان - على قول - فافتتحها عنوة ، ولم تكن فتحت قبل ذلك ، ثم غزا الري فافتتحها عنوة ، ولم تكن فتحت قبل ذلك وإليها انتهت فتوحه رضوان اللّٰه عليه .
وشارك هو وجمع من أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حيث كان معه الحسن والحسين وعبد اللّٰه بن عباس وآخرون وبقيادة سعيد بن العاص في فتح آذربيجان .
وقد اشتد القتال في منطقة طميسة من تخوم جرجان ، وقاتلهم أهلها بضراوة، حتى أن سعيداً صلّى بجنوده صلاة الخوف بعد أن سأل حذيفة عن الصلاة : كيف صلى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ؟ فأخبره فصلى بهم سعيد صلاة الخوف وهم يقتتلون 1 . . .
فراسته :
عرف هذا الصحابي الجليل بأنه ذو فراسة وقدرة على استقراء الوجوه من حوله ؛ لهذا فقد كان يستخدم فراسته وقدرته الفائقة هذه في معرفة المنافقين الذين كانوا يخفون أنفسهم بين المسلمين ويكيدون لهم . يضاف إلى هذا أن النبي صلى الله عليه و آله كان يطلع حذيفة على أسماء المنافقين ، وأسرّ إليه بذلك ، فكان يسمى : كاتم سر الرسول ، صاحب سر الرسول . وفي هذا جاءت روايات :