145صلى . فأخبرته خبر القوم وأخبرته أني تركتهم يترحلون فأنزل اللّٰه عز وجل :
[يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جٰاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنٰا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهٰا وَ كٰانَ اللّٰهُ بِمٰا تَعْمَلُونَ بَصِيراً] ، (الأحزاب : 9) 1 .
ولذا نرى هذا الصحابي الجليل يوصي ويؤكد لا فقط لمن معه من المؤمنين بل للآتين من بعدهم حيث يقول :
تعودوا الصبر - وفي رواية : تعودوا البلاء - فيوشك أن ينزل بكم البلاء مع أنه لا يصيبكم أشد مما أصابنا ونحن مع رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله .
وشهد غير ذلك من المشاهد مع النبي صلى الله عليه و آله ولم يتخلّف عنه قط .
معركة نهاوند وفتوحاته الأخرى :
كما عرف حذيفة بفروسيته في اقتناص المنافقين الذين يظهرون الإيمان والتوحيد والحب ويبطنون الكفر والشرك والحقد على دين اللّٰه تعالى والكره لكل من اعتنقه ، عرف أيضاً بشجاعته وبفروسيته في ميادين الجهاد ، وترى ذلك بوضوح في معركة نهاوند بعد أن اختاره الخليفة الثاني عمر بن الخطاب معاوناً لقائد جيش المسلمين يومذاك النعمان بن مقرن . وقام كل منهما بتجهيز جيشه ليقابل مائة وخمسين ألفاً من فرسان بلاد فارس المدرعين ، وما إن اشتدت المعركة بين الفريقين واستشهد النعمان حتى بادر حذيفة والتقط راية جيش المسلمين بعد أن كتم هو ومن معه مصاب أميرهم النعمان ، حتى ينظروا ما يصنع اللّٰه تعالى فيهم وفي عدوهم لكيلا يهن الناس . وراح يحصد الأعداء ويديم أوار المعركة ، وفتحت كل من همدان والري والدينور على يديه . وعندما انتهت المعركة أخبر أخا النعمان - وهو نعيم بن مقرن - بوفاة أخيه النعمان ، وجعله قائداً للجند تكريماً له ولأخيه .
وفي قول من أقوال أخر : أن حذيفة مضى سنة إحدى وعشرين بعد نهاوند