12من الذنوب ، ولهذا كان واجباً لتحصيل هذه المغفرة الإلهية ، أو أنّ المراد أنّ الذنوب حيث تراكمت و خزّنت حتى غدت حجاباً يغطّى قلب المذنب الخاطىء كان كل منسكٍ من هذه المناسك موجباً لإنقاصها ، ورفع هذا الغطاء تدريجياً عن صفحة القلب .
2 - جاء في وصايا النبي صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام : «يا علي! تارك الحج وهو مستطيع كافر ، يقول اللّٰه تبارك وتعالى : [وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعٰالَمِينَ ] 1» 2 .
3 - وعن أميرالمؤمنين عليه السلام : « . . . وفرض عليكم حجّ بيته الحرام ، الذي جعله قبلةً للأنام ، يَردونه ورود الأنعام ، ويألهون إليه وُلُوهَ الحمام ، وجعله سبحانه علامةً لتواضعهم لعظمته ، وإذعانهم لعزّته ، واختار من خلقه سُمّاعاً أجابوا إليه دعوته ، وصدّقوا كلمته ، ووقفوا مواقف أنبيائه ، وتشبّهوا بملائكته المطيفين بعرشه ، يُحرِزون الأرباح في متجر عبادته ، ويتبادرون عنده موعد مغفرته ، جعله سبحانه وتعالى للإسلام عَلَماً ، وللعائذين حَرَماً ، فَرَض حقّه ، وأوجب حجّه ، وكتب عليهم وِفادته» 3 .
4 - ويقول علي عليه السلام أيضاً حول فضيلة الحج والعمرة : «إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى اللّٰه سبحانه وتعالى الإيمان به وبرسوله ، والجهاد في سبيله . . . وحج البيتِ واعتماره ، فإنّهما ينفيان الفقر ، ويَرحَضان الذنب . . .» 4 .
5 - ويحتل الحديث عن الكعبة وأرض مكة وبيان سرّ كون بيت اللّٰه هناك قسماً أساسياً من الخطبة القاصعة لأميرالمؤمنين عليه السلام ، ففي هذه الخطبة يشير الإمام عليه السلام إلى تاريخ الحج ، وإلىٰ دوره في خلق روح التواضع وتحطيم التكبر والاستكبار ، إنّه يقول في مطلع هذا القسم من خطبته : «ألا ترون أنّ اللّٰه سبحانه اختبر الأوّلين من لدُن آدم صلوات اللّٰه عليه إلى الآخرين من هذا العالم بأحجارٍ