109فاشتغل بالجزع والبكاء عن الدعاء ، ثم أفاض الناس؟ فقال : لا أرى عليه شيئاً ، وقد أساء ، فليستغفر اللّٰه ، أمّا لو صبر واحتسب لأفاض من الموقف بحسنات أهل الموقف جميعاً ، من غير أن ينقص من حسناتهم شيء» 1 .
وتقريب الاستدلال به رجوع حكمه بالإساءة ولزوم الاستغفار إلى ترك الذكر والدعاء ، مما يدلّ على الوجوب .
الثالث : خبر عبداللّٰه بن جذاعة الأزدي عن أبيه ، قال : «قلت لأبي عبداللّٰه عليه السلام : رجل وقف بالموقف فأصابته دهشة الناس ، فبقى ينظر إلى الناس ولا يدعو ، حتى أفاض الناس ، قال : يجزيه وقوفه ، ثم قال : أليس قد صلّى بعرفات الظهر والعصر ، وقنت ودعا؟ قلت : بلى ، قال : فعرفات كلّها موقف ، وما قرب من الجبل فهو أفضل» 2 .
الرابع : خبر المجالس قال : «جاء نفر من اليهود إلى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، فسأله أعلمهم عن مسائل ، وكان فيما سأله أن قال : أخبرني لأيّ شيء أمر اللّٰه بالوقوف بعرفات بعد العصر؟ فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : إنّ العصر هي الساعة التي عصى آدم فيها ربّه ، ففرض اللّٰه عزّ وجل على امّتي الوقوف والتضرّع والدعاء في أحبّ المواضع إليه و . . .» 3 .
إلى غير ذلك من الروايات الدالّة على الأدعية والأذكار في عرفة ، يوم التاسع من ذيالحجة الحرام .
هذه هي الروايات التي عثرت عليها - بعد الفحص - في كلمات الفقهاء دليلاً على لزوم الدعاء يوم عرفة ، ومن الطريف أن بعض هذه الأخبار المتقدّمة كانت من أدلّة القائلين بالاستحباب مثل خبر الأزدي والموصلي ، فقد ذكرهما الحرّ العاملي