108أدلّتها والمناقشات عليها ، ثم نعرّج على القول بوجوب الذكر في المزدلفة على الطريقة عينها ، متعرّضين بعد ذلك لمسألة التكبير في أيام التشريق ، لنقدّم بعد ذلك تصوّراتنا الخاصّة في هذا المجال ونتائجنا .
النظرية الأولى : نظرية وجوب الدعاء في عرفة
ذهب الفقيه أبوالصلاح الحلبي (447ه ) في كتابه «الكافي في الفقه» إلى وجوب الدعاء في عرفات ، قال : «يلزم افتتاحه [ الوقوف بعرفة] بالنية ، وقطع زمانه بالدعاء ، والتوبة ، والاستغفار» 1 .
والظاهر من النص المنقول - إضافةً إلى أصل وجوب الدعاء - وجوب التوبة والاستغفار أيضاً ، بل وجوب قطع الوقت وتقضيته بهذه الاُمور .
أدلّة النظرية الأولى :
وقد استدل على هذا الحكم باُمور :
الأول : التمسّك بصحيح معاوية بن عمار عن أبي عبداللّٰه عليه السلام قال : «إنّما تعجّل الصلاة وتجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء ، فإنه يوم دعاء ومسألة ، ثم تأتي الموقف وعليك السكينة والوقار ، فاحمد اللّٰه ، وهلّله ، ومجّده ، واثن عليه مائة مرّة . . .» 2 ، وهو حديث طويل نسبياً ، كلّه تركيز على أنواع الدعاء ، وفيه تشديد على عدم الالتهاء بالنظر إلى الناس و . . . ، كما اشتمل على أدعية مخصوصة .
وتقريب الاستدلال بالرواية صيغ الأمر المتعدّدة فيها ، وتشديدها على أمر الدعاء و . . . في هذا اليوم ، مما يدلّ على الوجوب .
الثاني : خبر أبي يحيى زكريا الموصلي قال : «سألت العبد الصالح عليه السلام عن رجل وقف بالموقف ، فأتاه نعي أبيه أو بعض ولده ، قبل أن يذكر اللّٰه بشيء أو يدعو ،