188لصالح الأخوَّة الدينيَّة، رحلة وضعتْ خطاً فاصلاً بين مشهدَين متضادَّين من حياة صاحبها، مشهدٌ أوَّل هو الصِّراع بين الرَّجل الأسوَد والأبيض، منطِقه «اللاَّمساس» وحوارهُ «فإنَّهم عدوٌّ لي» . أما المشهد الآخر، فمنطقه منطق الانفتاح والأخوَّة، حتي لكأنَّ البطل الذي ظهر في المشهد الأوَّل قد استُبدِل بإنسان آخر مختلف عنه في جميع المواصفات النفسيَّة والسلوكيَّة.
استجلاءً لهذا الفعل التغييريِّ في حياة الحاج مالك شباز، فقد ارتأينا عرض حياته بصورة إجماليَّة، مع الوقوف عند مرحلة الحج لاستخلاص الدُّروس والعِبَر في سيرة حياته المطبوعة، آملين أن تنفع في إقامة الحجَّة لنا في روح الأخوَّة في الإسلام، وفي اضطلاع شعائره بتأمين السَّلام العالمي،