189وفي تهذيب الإسلام لأتباعه، وجعلهِم «رُسَل سلام» إلي أقوامهم ومجتمعاتهم، لا «تماثيل سلام» خرساء!
من جانب آخر، فإنّ من الأجدر بالمسلمين اليوم، - خاصَّة - في ديار الغرب، ونحن في خضمِّ حملات التفريق في الصف الإسلاميِّ، وحملات تشويه صورة الإسلام، تمثُّل تلك القِيم والرُّؤي الانفتاحيَّة علي إخوانهم في ديار الإسلام، تلك الرُّؤي التي انتهجها الحاج مالك شباز وأمثاله، حتي يبقي العُود الإسلاميُّ عوداً واحداً قويّاً يستحيل علي الأعداء معالجته وكسره، وحتي تبقي تلك المنارات الإسلامية وهَّاجة، وشاهدة علي الغرب، والشعوب الأخري، في عقر ديارها بأنَّ الإسلام دينُ التَّسامح والوسطيَّة، وأنَّه العلاج الشافي لأمراضهم الاجتماعيَّة.
أوَّلاً: الإسلام في أمريكا والإطار الاجتماعي والديني
إذا كان جلُّ المؤرِّخين يقفون ببداية تاريخ أمريكا بالملاح كريستوف كولومبس ( 6051-1541) ، فإنَّ الحقائق التاريخيَّة المتضافرة قد برهنتْ علي أنَّ كولومبس