44
لأهله، وروى الدارقُطني عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: لا ضرر ولا ضرار مَن ضارّ ضارّ اللّٰه به، ومن شاقّ شاقّ اللّٰه عليه.
قال بعض العلماء: الضرر: الذي لك به منفعة وعلى جارك فيه مضرة.
والضرار: الذي ليس لك فيه منفعة وعلى جارك فيه المضرة، وقد قيل: هما بمعنى واحد، تكلّم بهما جميعاً على جهة التأكيد. وراح القرطبي يذكر بعض الأحكام التي منها أنّه لا يجوز أن يبنى مسجد إلى جنب مسجد ويجب هدمه، والمنع من بنائه لئلا ينصرف أهله عن المسجد الأول فيبقى شاغراً، إلّاأن تكون المحلة كبيرة فلا يكفي أهلها مسجدٌ واحد فيبنى حينئذ. . . 1.
الصفة الثانية: «وكفراً»
اختلفت أقوالهم في معنى
«وكفراً»
، فبعض ذهب إلى أنّ المقصود إقامة الكفر فيه، أو أنّ اتخاذهم هذا المكان واختيارهم هذا العمل بإنشاء هذا المسجد كان كفراً باللّٰه، أو أنّ المراد هو أنّهم يكفرون فيه بالطعن على رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله والإسلام، فعن ابن عباس أنّه قال: يريد به ضراراً للمؤمنين، وكفراً بالنبيّ صلى الله عليه و آله وبما جاء به.
فيما ذهب غيرهم إلى أنّ المراد ب
«وكفراً»
هو أنهم لما كان إعتقادهم أنّه