42
فقال النبي صلى الله عليه و آله: لستَ عليها لأنك أدخلت فيها ماليس منها.
فقال أبو عامر: أمات اللّٰه الكاذب منا طريداً وحيداً.
فقال النبي صلى الله عليه و آله: نعم أمات اللّٰه الكاذب منا كذلك.
وإنما قال هذا يُعرّض برسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حيث خرج من مكة.
فقد قال لهم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: انطلقوا إلىٰ هذا المسجد الظالم أهله، فاهدموه وأحرقوه
فخرج أبو عامر إلى الشام ومرّ إلى قيصر وكتب إلى المنافقين: استعدوا فإني آتيكم من عند قيصر بجند لنخرج محمداً من المدينة، فمات بالشام وحيداً، وفيه نزل:
«وإرصاداً لمن حارب اللّٰه ورسوله من قبل» 1
.
إذن، ومن خلال الاستعانة بأسباب النزول المختصّة بهذه الآيات الأربع، نرى أنّ مسجد ضرار حركة نفاقية خطيرة وسيئة كادت أن تؤدي بوحدة الصف المسلم، خطط لها أعداء الإسلام والتوحيد، وراحت أيدٍ تتظاهر بالإسلام داخل المجتمع المسلم تنفذها تحت أغطية ذي العلّة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية. . . يحاولون بهذا إخفاء نواياهم الحقيقية وهي التي بينتها الآيات المذكورة:
ضراراً وكفراً وتفريقاً. . . وهي مقاطع سيأتي شرحها.
المفاسد الأربع
وراحت هذه الآيات القرآنية تصف هذا المسجد الذي أسسته أياد منافقة تريد الكيد بالإسلام والمسلمين، تصفه بصفات أو مفاسد أربع، وبالتالي تصف القائمين به وعليه أيضاً بهذه الصفات، وهي كونه:
1 -
ضراراً.
2 -
كفراً.