37
ويمكننا من خلاله إبعادها عن هذه الدعوة، وبالتالي صرف مسيرتها، إلى حيث الضلال، وفي هذه المرّة تكون خطورة المسجد أعظم وأكثر بلاءً؛ لأنّ الانحراف هذا يتمّ تحت سقفه، ويكون - بما يحمله من أهداف عليا ومبادىء سامية - غطاءً لأعمالهم وعلى رأسها الكيد للجماعة المسلمة؛ لهذا راح المنافقون يتسترون بهذه الوسيلة وبغيرها، فأسس جمع منهم، ممّن عاصر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وتظاهر بالإيمان والتقوى والحرص على المؤمنين، وكاد تظاهرهم هذا ومؤامرتهم هذه تنطلي على مؤمني المدينة، لولا تدخل السماء، التي راحت تكشف زيفهم وتميط اللثام عن خطّتهم الخبيثة وما حاكته أيديهم للنيل من الصف المسلم يومذاك.
القراءة
ذكر المفسّرون اختلافاً في القراءة:
* فقد قرأ كلّ من نافع وابن عامر بل وأهل المدينة
«الذين اتخذوا»
بغير واو، فيما قرأها الباقون بالواو، فالأول: على أنّه بدل من قوله:
«وآخرون مرجون»
والثاني: على تقدير ومنهم الذين اتخذوا مسجداً ضراراً.
فالمسجد سيف ذو حدّين إن صحّ التعبير، يمكننا من خلاله توعية المجتمع ودعوته إلى اللّٰه تعالى والالتزام بأحكامه وتطبيق مفاهيمه ومبادئه، ويمكننا من خلاله إبعادها عن هذه الدعوة، وبالتالي صرف مسيرتها، إلى حيث الضلال
*
وقرأ نافع وابن عامر أُسّس بضم الألف، وبنيانُه بالرفع في الموضعين المذكورين: أُسِّس بنيانهُ على تقوى. . . أُسِّس بنيانهُ على شفا. . .
فيما قرأ الباقون أَسّس بنيانَه فيهما، وفي الشواذ قراءة نصر بن عاصم أُسُسُ بُنيانِه على وزن فُعُل، وقراءة نصر بن علي أساس بُنيانه.
* وقرأ ابن عامر وحمزة وحماد ويحيى عن أبي بكر وخلف جُرف بالتخفيف،