215
ومن هذا القبيل: ما جاء في الشعر الجاهلي من مثل قول: سُبَيْعَة بنت الأحَبِّ، من قيس عيلان، توصي ابنها بتعظيم مكة، وعدم البغي فيها، لأن عاقبته وخيمة، وذلك من أبيات طويلة كلها تعبير عن تلك المكانة العالية لمكة في قلوب العرب، منها قولها:
أَبُنَيَّ لا يَظلِم بمكة
وقول الشاعر ابن الأسْلَت:
فقوموا فَصلُّوا ربَّكُمْ وتمسَّحوا
بأركان هذا البيت بين الأخَاشِب 2
وورد في الآثار التاريخية: أنه وُجد مكتوب على حجر في ربوع مكة: «أنا اللّٰه ذو بكة الحرام، وضعتُها يوم وضعتُ الشمسَ والقمرَ، وخففتها بسبعة أملاك حُنَفاء، لا تزول حتى تزول أخْشَبَاها، مبارك لأهلها في اللحم والماء» ، وُجد في بعض الزبور: «أنا اللّٰه ذو بكة جعلتها بين هذين الجبلين، فليس يؤتى أهل مكة إلا من ثلاث طريق: أعلى الوادي، وأسفله، وكداء، وباركت لأهلها في اللحم والماء» 3.
ومنها: أنه يوجد بمكةالبيت الحرام، ومن دخله كان آمناً، ومن أحدث في غيره من البلدان حدثاً، ثم لجأ إليه، فهو آمن إذا دخله، فإذا خرج منه أقيمت عليه الحدود، ومن فضلها وشرفها: أن أهلها على مدى الدهور والأزمان آمنون،