207
3 - قصيدة ابن الخطيب الإربليّ
هذه قصيدةٌ نظّمها مولانا، الإمام العلّامة الهمام، مقتدى أكابر الأنام، علّامة أئمّة العلّام، ناظم جواهرِ البلاغة في بساط أساليبها، و ناثر أزاهر البراعة على بساط تراكيبها، مُظهِر أسرار المعاني مِنْ صفاء معادنها، و مُبدِر أقمار البيان في سماء محاسنها، بدر الملّة و الدُّنيا و الدِّين، شمس الإسلام، و نجم المسلمين، ابن الخطيب الإربليّ
، أنار اللّٰه تعالى في سراج العُلىٰ بدوُر علوّه، و أدار على قُطب السّناء أفلاك مجده و سموّه، و ذلك لمّا وقف على المفاخرة بين مكّة و المدينة، التي أنشأها ذو الفضائل الغزيرة، و الفواضل المبينة، مولانا الإمام المعظّم، القدوة الهمام المكرّم، شيخ الفضلاء الأئمّة، سيّد عُلماء الاُمّة، باهر البُلغاء ببدائع بيانه، و مخبر النُّبلاء بصنائع بنانه، المرتقي معارج العُلىٰ و قببه، و السالك مناهج الاعتلاء وسببه، نور الملّة والدِّين، بهاء الإسلام، وضياء المسلمين، أبوالحسن الزرندي
، الُمحدّث بالحرم الشريف النبوي، على مشرّفه أفضل الصلاة والسلام، أعلى اللّٰه جِدّه، وحَرَس مجده، وذلك في شهر صفر المبارك، في سنة ستّة وسبعين وسبعمائة، وكلّ قافيتين منها متجانسان خطاً، وبعضها لفظاً أيضاً، و عدد أبياتها 34 و هي هذه:
أيا بحر علمٍ فاضَ من أشرف المُدن