2
العدد واحد والعشرون
الحج في كلام الإمام الخميني قدّس سرّه
لقد جاء الحجاج لضيافة اللّٰه، ولكي يزيلوا بماء زمزم ما علق بوجوههم من تراب رحلتهم وغبارها، ويطفئوا بزلال مناسك الحجّ عطشهم، ويتحملوا المسؤولية بجدارة أكبر، ويخلعوا عن أبدانهم فيسيرتهم وصيرورتهم الأبدية؛ رداء التبعية وحجابها، والتعلق القلبي بالدنيا، ليس في «ميقات»
الحج فحسب، بل في «ميقات»
العمل أيضاً. . .
لقد شرّع الحج لاقتراب الإنسان وارتباطه بصاحب البيت، ولم يكن مجموعة من الحركات والأعمال والالفاظ فحسب، لأنّ الإنسان لا يصل إلى اللّٰه تعالى بالكلام والألفاظ والحركات الميتة.
إنّ الحج مركز للمعارف الإلهية، الذي يجب أن يستلهم منه مضامين السياسة الإسلامية في مختلف مناحي الحياة.
الحجّ دعوة لإيجاد مجتمع بعيد عن الرذائل المادّية والمعنويّة.
الحجّ تجسيد وتجلّي لكافّة المشاهد البديعة لحياة الإنسان والمجتمع المتكامل في الدنيا. وإنّ مناسكه لهي مناسك للحياة، وبما أنّ الأمّة الإسلامية مزيجٌ من كلّ عنصر وشعب، فلابدّ وأن يكون إبراهيمياً حتّىٰ يتسنّىٰ له الالتحاق بقافلة أمّة محمّد صلى الله عليه و آله ويصبح جزءاً منها، ويداً واحدةً، فإنّ الحجّ هو العامل الذي يهيّئ ويوجد وينظّم مثل هذه الحياة التوحيديّة.
من نداء الإمام الخميني إلىٰ حجّاج بيت اللّٰه الحرام