153
الصحابي
عبد اللّٰه بن رواحة
من الذين صدقوا ما عاهدوا اللّٰه عليه
محمد سليمان
ظلّت ومازالت الصحبة ومدرستها النبويّة المقدّسة شجرةً طيبة تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها، وظلّ الصحابي الصادق المخلص ومازال غصناً يانعاً مباركاً، وينبوعاً لا يعرف النضوب، ومادام ملتزماً بمبادىء هذه المدرسة الربانية وبسيرتها وأخلاقها ومناهجها، ومادام وفيّاً لصاحبها ومؤسسها رسول الرحمة محمد بن عبداللّٰه صلى الله عليه و آله.
فالصحبة نبع ثرّ وبضاعة لا تبور، تغني تراثنا وأجيالنا وموائدنا العلمية والعبادية والأدبية والأخلاقية من خزينها وما ورّثته لنا من خير عميم وعطاء جزيل وعلم نافع وتضحية كبيرة. . . لا يمكننا الاستغناء عنها وعن تاريخها الحافل بكلّ معنى جميل وقيمة عالية، أما روّاد هذه المدرسة فقد اختلفت منازلهم، فشأنهم شأن كل التلاميذ والطلبة، منهم الجاد والمخلص في استيعاب دروسها ومبادئها، ومنهم دون ذلك، ومنهم المتخلّف عنها حتى صار عالةً عليها بل ظلّ مسيئاً إليها، فالصحابة ليسوا كلّهم في الفضل سواء وإن زعمنا هذا فهو ظلم للمدرسة ولصاحبها ولرّوادها المخلصين. وكيف نزعم هذا لهم وقد فضّل اللّٰه تعالى الرسل بعضهم على بعض وهم الأفضل والأكرم والأقرب إليه تعالى من غيرهم، فقال:
«تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض»
؟ ! والتفضيل حالة توافق طبيعة