87أنّ أحدهما يجرّ الناقة التي عليها النبي صلى الله عليه و آله والآخر يستره، واحتمال جرّ الناقة والنبي ماشياً وارد لكنه خلاف المتبادر من قراءة النص.
ثانياً: ما يبدو أنه المناقشة المحكمة، وهو ما أشار له العلامة 1أيضاً، من أن فعل النبي صلى الله عليه و آله صامت، فلعله كان صلى الله عليه و آله مضطراً، فلا تكون الرواية دالّة.
الرواية الثانية: صحيحة الحلبي قال: «سألت أبا عبد اللّٰه عليه السلام عن المحرم يركب في القبّة؟ قال: ما يعجبني إلّاأن يكون مريضاً، قلت: فالنساء؟ قال: نعم» 2.
وقد وردت هذه الرواية في التهذيب أيضاً مع اختلاف في بعض رجال السند من دون السؤال عن النساء.
فإن الظاهر من «ما يعجبني» أنّ النهي تنزيهي كراهتي، وإلّا لزجره الإمام عليه السلام وأبان له الحرمة في الأمر، ومن هنا استبعد السبزواري في ذخيرة المعاد دلالته على التحريم لأن ظاهره الأفضلية 3.
وقد حاول الفقهاء ردّ هذه الرواية بأنّها غير صريحة في الجواز كما ذكره صاحب الجواهر 4، أو أن مثل هذا التعبير كثيراً ما يستعمل في الروايات في مورد الحرمة كما ذكره السيد الخوئي 5، أو أنّ عدم الإعجاب يشمل التحريم كما ذكره النراقي 6.
لكن هذه الرواية لا تدلّ على التحريم بحسب ظاهرها، فإن لسان «ما يعجبني» ليس لسان تحريم وإلزام بالترك، وأمّا أنّها تدلّ على الجواز بحيث تكون ظاهرة في الترخيص لا فقط غير ظاهرة في الحرمة، فعلى تقديره ليس بذاك اللسان الواضح، وإن كان قريباً جداً.