239ويقترب أدب الرحلات عند الإيرانيين - كغيرهم من الرحالين العرب - من أدبالسيرة الذاتية، ذلك أنالعنصر الشخصي والانطباع الذاتي والتعبير عن الثقافة العامة المعاصرة من سمات أدب الرحلات. لذلك نستطيع - بالإضافة إلى استخراج المعلومات عن البلاد التي وصفوها - معرفة مسيرة حياة كاتب الرحلة أيضاً.
ويبقى الاختلاف واضحاً بين كاتب وآخر، فبعض الرحّالة الإيرانيين كانوا كتاباً قبل أن يكتبوا رحلاتهم فظهرت كتاباتهم في غاية الأدب والنتاج الفنّي.
ومنهم من كلّف آخرين بالكتابة عن رحلاته، وهناك من كتب بشكل ضعيف.
حتّىٰ أنّ الشعراء منهم كتب رحلته شعراً.
رحلات علماء الدين وكتّاب الدولة وكتّاب الدواوين كانت بأقلامهم، ولكن رحلات الرسميين والوزراء كانت تملى علىٰ كتابهم، ولذلك فإنّ أغلب هذه الرحلات كتب بخطّ فارسي جميل، ومن هنا يعتبر من المخطوطات الفنّية النادرة أيضاً.
والملاحظ أنّ أغلب الرحلات اتخذت طابع الوصف اليومي، ومنطقة بمنطقة ومشهد بمشهد.
نماذج من الرحلات وطرق السفر
كانتالرحلات تقع عبرعدّةطرق، فمثلاًرحلة حسامالسلطنةعام 1297ه 1كانت عبر شمال إيران بدءاً من طهران، مروراً بقزوين، بحر قزوين، آذربايجان، البحر الأسود، اسطنبول، بحر مرمره، البحر الأبيض المتوسط، قناة السويس، البحر الأحمر، إلىٰ جدّة، وبعد زيارة الحرمين الشريفين، كان الرجوع عبر شمال الحجاز، بيت المقدس، الشام، البحر المتوسط، الأراضي العثمانيّة ثمّ إيران.
أمّا رحلة ميرزا داود وزير الوظائف 2(عام 1322ه) فتبدأ من خراسان، ثمّ