236دراسات تستحقّ المراجعة. وإنّما نقصد إلىٰ عرض نماذج من أدب الرحلات التي كتبها رحالة وحجاج من بلاد فارس قصدوا الحرمين الشريفين في فترات مختلفة وكتبوا عن رحلاتهم باللغة الفارسيّة، خصوصاً في القرون الأخيرة (12 - 15هجري) .
أنواع الرحلات الفارسيّة
لم يشكل أدب الرحلات كمّاً واسعاً عند الإيرانيين، فخلال أكثر من ألف عام لم تخلف المكتبة الفارسيّة إلّا اليسير في هذا المجال، فأوّل إشارة لرحلة الحجّ بالفارسيّة كانت في سفرنامه ناصرخسرو (427ه) ، بل وتعتبر الأولىٰ من نوعها حتّىٰ بالنسبة إلى العربيّة إذ سبقت ابن جبير وابن بطوطة (725ه) ، وهناك رحلة أيضاً تعود للقرن الثامن الهجري كتبها أبوالأشرف محمّد اليزدي (762ه) تحت عنوان رسالة الحجازيّة (طبع طهران) ، وهي تقرير مبعوث حكومة آلجلاير إلىٰ مكّة والمدينة لنقل مشاكل الحجّاج في تلك الفترة، إلّاأنّ نتاج أدب الرحلات عند حجّاج إيران وباللغة الفارسيّة ازداد في القرنين الأخيرين ازدياداً ملحوظاً (كما ترون في ملحق هذه الورقة) .
لم يكن نتاج أدب الرحلات الفارسيّة كبيراً، فلم نعثر علىٰ مخطوطات في هذا المضمار إلّاحوالي (60) مادّة، ولم يطبع منها إلّاحوالي (20) ، حيث بدأت جهود حديثة لتحقيق بعض هذه المخطوطات وطباعتها علىٰ يد: السيّد رسول جعفريان والسيّد علي قاضيعسكر وآخرين، وقد ذكرنا أسماء ما نشروا منها.
ويمكن تقسيم رحلات الإيرانيين إلى الجزيرة العربيّة والأماكن المقدسّة إلىٰ ثلاث دورات:
الدورة الأولىٰ: أدب الرحلات الجغرافيّة الأولىٰ [ التي كتبت بعضها