181و عنه صلى الله عليه و آله: «يملك هذه الأمّة اثنا عشر خليفة، كعدّة نقباء بني إسرائيل» 1.
و عنه صلى الله عليه و آله: «إنّ عدّة الخلفاء بعدي عدّة نقباء بني إسرائيل» 2.
وروى ابن مسعود عن النّبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: «الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدّة نقباء بني إسرائيل» 3.
إن قيل: هذه الأحاديث لم تعيّن المصاديق، وإنّما مضامينها عناوين كليّة قابلة للانطباق على كثير.
قلنا:
أوّلاً: هناك كثير من الرّوايات الرّافعة لهذا الإجمال، مثل ما رواه أبو سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يقول: «الخلفاء بعدي إثنا عشر، تسعة من صلب الحسين عليه السلام، والتّاسع مهديّهم، فطوبى لمحبّيهم، والويل لمبغضيهم» 4.
ثانياً: التّأمّل في مضامين الأخبار يرشدنا إلى لزوم اتّصاف الخليفة بأوصاف متمايزة من العلم والتّقوى بحيث يسمح له أن يجلس في مجلس الرّسول الأكرم صلى الله عليه و آله، و يحكم باسمه، والعقل حاكم بذلك أيضاً.
قال صدر المتألّهين قدس سره في ردّ من زعم أنّ أولي الأمر هم الخلفاء - مطلقاً - أنّ الحديث المتّفق عليه عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله -المشهور بطرق متكاثرة -أنّه قال: «لا يزال الإسلام عزيزاً أو هذا الدّين قائماً حتّى يقوم السّاعة ويكون عليهم إثنا عشر خليفة» وما يجري مجراه لا ينطبق على خلفاء بني أميّة وأمثالهم، وأنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله رأىٰ نزو القردة على منبره، وأوّله ببني أميّة، وهم الشّجرة الملعونة في القرآن، ثمّ حكى الصّدر قدس سره في ما حكي من قصصهم أخبار الوليد بن يزيد وولوعه