161
أمّسلمة زوج النبي صلى الله عليه و آله، فقال لها: ماذا ترين، إنّ هذه بيعة ضلالة، وقد خشيت أن أقتل.
قالت: أرىٰ أن تبايع، فأتاه جابر فبايعه، هذا ما ذكره ابن الأثير.
أما ما ذكره اليعقوبي في تأريخه فأنه قال لأمّ سلمة: إني خشيت أن أقتل، وهذه بيعة ضلالة.
فقالت: إذاً فبايع. فإنّ التقية حملت أصحاب الكهف علىٰ أن كانوا يلبسون الصلب، ويحضرون الأعياد مع قومهم.
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، عن إبراهيم بن هلال أنه قال: روىٰ عوانة عن الكلبي ولوط بن يحيىٰ في خبر إرسال معاوية بسراً إلى الحجاز واليمن، أنّ بسراً فقد جابر بن عبد اللّٰه، فقال: مالي لا أرىٰ جابراً يا بني سلمة لا أمان لكم عندي أو تأتوني بجابر، فعاذ جابر بأمّ سلمة، فأرسلت إلىٰ بسر بن أرطأة، فقال:
لا أومنه حتىٰ يبايع.
فقالت له أمّ سلمة: إذهب فبايع، وقالت لابنها عمر: إذهب، فبايع، فذهبا وبايعا.
وعن جابر نفسه أنه قال: لما خفت بسراً وتواريت عنه، قال لقومي: لا أمان لكم عندي حتىٰ يحضر جابر، فأتوني وقالوا: ننشدك اللّٰه لما انطلقت معنا، فبايعت، فحقنت دمك ودماء قومك، فإنك إن لم تفعل قتلت مقاتلينا، وسبيت ذرارينا، فاستنظرتهم إلى الليل، فلما أمسيت، دخلت علىٰ أمّ سلمة فأخبرتها الخبر،