160وأرملت الأزواج؟
فقال لي: يا عطية سمعت حبيبي رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يقول: من أحبّ قوماً حشر معهم، ومن أحبّ عمل قوم أشرك في عملهم، والذي بعث محمداً صلى الله عليه و آله بالحقّ إنّ نيتي ونية أصحابي علىٰ ما مضىٰ عليه الحسين عليه السلام وأصحابه.
قال عطية: فبينما نحن كذلك وإذا سواد قد طلع من ناحية الشام، فقلت: يا جابر هذا سواد قد طلع من ناحية الشام، فقال جابر لعبده: انطلق إلىٰ هذا السواد وائتنا بخبره، فإن كانوا من أصحاب عمر بن سعد، فارجع إلينا لعلنا نلجأ الىٰ ملجأ، وإن كان زين العابدين فأنت حرّ لوجه اللّٰه تعالىٰ.
قال: فحض العبد، فما كان بأسرع من أن رجع وهو يقول: يا جابر قم واستقبل حرم رسول اللّٰه، هذا زين العابدين، قد جاء بعمّاته وأخواته، فقام جابر يمشي حافي الأقدام مكفوف الرأس، إلىٰ أن دنا من زين العابدين عليه السلام، فقال الإمام:
أنت جابر؟
فقال: نعم، يا ابن رسول اللّٰه.
فقال: يا جابر ههنا واللّٰه قتلت رجالنا، وذبحت أطفالنا، وسبيت نساؤنا، وحرقت خيامنا 1.
. . . إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً. . . 2
مبدأ التقية، مبدأ راحت تؤكده آيات قرآنية وأحاديث ومواقف نبويّة، لست هنا بصدد التعرّض لها؛ لهذا اضطر هذا الصحابي ومن معه وبتأييد من أمّالمؤمنين الصالحة أم سلمة، إلى العمل به، ففي سنة أربعين للهجرة، بعث معاوية بسر بن أرطأة في ثلاثة آلاف، فسار حتىٰ قدم المدينة. . . فأرسل إلىٰ بني سلمة، فقال: واللّٰه ما لكم عندي أمان حتىٰ تأتوني بجابر بن عبد اللّٰه، فانطلق جابر إلىٰ