113
ما هو سبب الاشتباه والخطأ؟
وهكذا، فإنّه ليس هناك من دَليل أو إشارة سواء أكانت شيعيّة أم سُنيّة، تدلّ على وجود مَسجد باسم مَسجد المُباهلة، ولذلك لا يُمكن إثبات وجود مثل ذلك المَسجد، لا من الناحية التأريخيّة ولا في مَصادر الحديث. إلّاأنّه وكما أسلفنا في بداية هذا البَحث، وبالرّغم من هذه الحقيقة، اعتادَ بعض المسلمين على تسمية (مَسجد الإجابة) بمَسجد (المُباهلة) ، حيث يتوافد الحَجيج كلّ عام على ذلك المَسجد للزيارة باسم مَسجد (المُباهلة) ، ويقوم دليلهم في المَسجد المذكور بسَرد حادثة المُباهلة عليهم وتصوير تلك الواقعة لهم، مُشيراً إلى الموقع الذي جَلس فيه النّصارى (بزَعمه) والمُسلمون، والموقع الذي اتّخذه الرّسول صلى الله عليه و آله مع آلبيته الكرام.
وتجدر الإشارة إلى أنّ العمل الذي يقوم به ذلك الدّليل ليس عملاً مُتعمّداً واعياً أو مُستنداً إلى تاريخ ذلك المَسجد، بل هو نتيجة اشتباه أدّى بهم إلى جَعل مَسجد المُباهلة مَكان مَسجد الإجابة.
والآن، لنتتبّع مَصدر ذلك الاشتباه وكيفيّة حدوثه.
وتُفيد المصادر التأريخية كذلك بأنّه، وبعد رَحيل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، ظلّ مَسجد الإجابة ولعدّة قرون كما كان في زَمن الرّسول صلى الله عليه و آله يحمل نَفس الإسم، وهو (الإجابة) و (بَني مُعاوية) وهو ما بقي مَعروفاً به
هناك أمران فيما يتعلّق بهذا الموضوع: