103موجودةً في حياة النبيّ صلى الله عليه و آله مُبيّنة تاريخ بنائه وكيفيّة تخريبه وهَدمه بأمر الرّسول صلى الله عليه و آله.
مَساجد أخرى في المدينة المنورة:
ومن الأهميّة بمكان التذكير بأنّ الذين كتبوا عن المدينة المنورة ومساجدها قاموا بتقسيم تلك المساجد إلى عدّة أقسام، هي:
1 - المساجد التي تمّ بناؤها بأمر من النبيّ صلى الله عليه و آله وقام بأداء الصلاة فيها.
2 - المساجد التي بُنيَت من قِبَل المسلمين وأصبحت مكاناً لإقام الصلاة، ثمّ قام النبيّ صلى الله عليه و آله بعد ذلك بإقام الصلاة فيها.
3 - المساجد القديمة في المدينة، بما فيها منازل الأفراد أو البساتين أو النخيل، والتي أقامَ الرّسول صلى الله عليه و آله فيها الصلاة، إلّاأنّها لم تكن تُعتبر في حياته صلى الله عليه و آله أماكن عامّة يؤمّها الناس بوصفها مَسجداً، وبقيت على تلك الحال حتى آلت الخلافة إلى الوليد بن عبد الملك (86-96ه) حيث أمرَ (عُمر بن عبد العزيز) واليه على المدينة بإعادة فَتح تلك المواقع إلى مساجد وأماكن عامّة للعبادة، وبسبب بناء تلك المساجد تحت إشراف عُمر بن عبد العزيز المباشر فقد تمّت نسبتها إليه في كتب التاريخ الخاصّة بالمدينة المنوّرة، حيث كان يُقال: المَسجد العُمريّ الفلانيّ، إشارة إلى أنّ بناءه كان قد تمّ بإشراف منه، وهو ما اُطلِقَ على العديد من مساجد المدينة.
ويقول ابن النجّار (المتوفى سنة 643ه) بهذا الخصوص: «أمرَ الوليد ابن عبدالملك أثناء خلافته واليه على المدينة (عُمر بن عبد العزيز) قائلاً:
اُضبط جميع الأماكن والمواقع التي كان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يُصلّي فيها، وأبْدِلها إلى مَسجد عامّ» . فامتثلَ عُمر بن عبد العزيز لأمر الخليفة وقامَ بتعيين تلك