51
ما هو المراد من الناس؟
ذهب جمعٌ كابن عبّاس وعائشة وعطاء ومجاهد والحسن وقتادة إلى أنّ المراد سائر العرب، وهو المروي عن الإمام الباقر عليه السلام.
فيما قال الضحّاك: إنّه أمر لجميع الحاجّ أن يفيضوا من حيث أفاض إبراهيم، ولمّا كان إبراهيم إماماً كان بمنزلة الاُمّة فسمّاه وحده ناساً، وكما في قوله: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ نعيم بن مسعود الأشجعي.
وقيل: إنّ الناس إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ومن بَعْدَهم من الأنبياء عن أبي عبداللّٰه.
وقيل: أراد بالناس آدم، وهو الوارد عن سعيد بن جبير والزهري و إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ يعني أبا سفيان.
وقيل: هم أهل اليمن وربيعة عن الكلبي.
وقيل: عبارة عن تقادم الإفاضة من عرفة، وأنّه هو الأعمر القديم وما سواه فهو مُبْتدع محدث كما يقال: هذا ممّا فعله الناس قديماً.
وقيل: هم العلماء الذين يعلّمون الدِّين، أو هو من يصلح للاقتداء والائتمام به، والعالمون بحدود الحجّ وأحكامه، العاملون بها، وهم منحصرون - كما يقول السيّد السبزواري - في خليل الرحمٰن وذرّيته، القائمين مقامه، العاملين بشريعته، فهو عليه السلام أوّل هذه السلسلة، وأئمّة الحقّ من ذرّيته آخرها، والعلماء العاملون الذين يتلونه علماً وعملاً، حَفَظَة هذه التشريعات، وإنّما ذكر لفظ «الناس» ليشمل جميع من له دخل في تشريع هذه المشاعر حدوثاً وبقاءً وحفظاً وإبقاءً 1.