48المزدلفة؛ إذ لم يسبق في الحديث أدنى ذكر أو إشارة إلى عرفات. . ثمّ راح البلاغي أيضاً يقول: فالحكم لبيان رواية الصادق عليه السلام والباقر عليه السلام عن جابر المعتضدة بترتيب القرآن المتسالم عليه.
ولم يكتف البلاغيّ بهذا، بل راح يذكر ما جاء في التبيان من القول: بأنّ الآية خطاب لجميع الحاجّ أن يفيضوا من حيث أفاض إبراهيم عليه السلام من مزدلفة، وقال - أي صاحب التبيان - إنّه شاذّ، وعلّل شذوذه بكلام مضطرب، عهدة اضطرابه على النسّاخ، وحاصله الاعتراض على كون المراد بالناس إبراهيم عليه السلام وحده.
وهنا يقول البلاغي: وقد عرفت أنّ رواية جابر ترفع هذا الاعتراض.
ثمّ راح البلاغيّ يفنّد دعوى الإجماع بقوله: وأمّا دعوى الإجماع على خلاف هذا القول، فلعلّها ناظرة إلى المرويّ عن ابن عبّاس وعائشة وعطاء ومجاهد والحسن وقتادة وبعض المفسّرين، ولا حجّة فيه، وكيف كان فلا إجماع، وبالنظر إلى مجمع البيان يظهر أنّ نسّاخ التبيان خلطوا بين قولي الضحّاك والجبائي، وظنّي أنّ في عبارة التبيان سقطاً 1.
وفي تفسيره للآية الأولى قال البلاغي: . . . ولا تجعلوا المشعر سبيل عابر من عرفات إلى منى كما كانت قريش تقترحه بتشريعهم وجبروتهم على سائر العرب، بل قفوا فيه للنسك بحيث يكون اندفاع جمعكم منه بعد الوقوف فيه إفاضة منه كالإفاضة من عرفات واذكروا اللّٰه فيه، ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ العاملين على شريعة الحجّ بحقيقتها، وهو إبراهيم الخليل عليه السلام الذي أتى بشريعة الحجّ وإسماعيل وإسحاق ومن كان بعدهم من المتّبعين لهذه الشريعة. . . 2.
وأمّا السيّد السبزواري في تفسيره، فيذهب إلى أنّ ظاهر الآية الشريفة: أنّه