17
بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد للّٰهالذي أوجب على جميع المكلّفين متابعة خاتم النبيّين وآله المعصومين صلّى اللّٰه عليهم أجمعين، فيما أمكن من الأقوال والأفعال، في كلّ وقت وعلى كلّ حال، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين، ومن نسخت شريعتُه شرائعَ الرسل المتقدّمين، محمد بن عبداللّٰه الصادق الأمين، وعلى آله الذين خلّفهم فينا مع الكتاب، فلن نضلّ إن تمسّكنا بهما؛ لأنّهما لن يفترقا إلى يوم الحساب.
أمّا بعد، فيقول الفقير إلى اللّٰه أحمد بن محمد بن مال اللّٰه: إنّ أفضل الأعمال بعد المعرفةِ الصلاةُ، فإنّها عمود الدِّين، وقد ورد بالحثّ الأكيد عليها القرآن المبين، وسنّة سيّد المرسلين وآله المعصومين، ممّا لا يُحصى ولا يُستقصىٰ، وقد ورد أنّ لها ثلاثة آلاف حدّ 1، ولا شكّ ولا ريب أنّ من جملة حدودها التي يتوقّف عليها قبولها القبلة المأمور بالتوجّه إليها فيها، بل التوجّه إلى القبلة محتاج له في غير الصلاة، كحالة الاحتضار، والدفن للأموات، والصلاة عليهم، والذباحة، فيجب معرفتها على جميع المسلمين، وهي عين الكعبة لمن يمكنه مشاهدتها من غير مشقّة شديدة عادة.
وجهتها التي يقطع بعدم خروجها منها لغير المتمكّن كالبعيد ونحوه، كما هو