164التغرب» ، أو «الإصابة بالتغرب» ، أو «التسمم بالغرب» ، أو «نزعة التغريب» ، وغير ذلك.
ويبدو أن الدكتور أحمد فرديد هو أوّل من نحت مصطلح «غرب زدگي» بالفارسية، ويوصف فرديد، بأنه مفكر عميق، لكنه صامت، وإذا تكلم فهو مبهم، ولا يدون أفكاره، ولذلك يعرف ب «الفيلسوف الشفاهي» . وقد كان له دور رائد في تعليم الفلسفة الألمانية في إيران، واعتناق آراء هايدغر، وتشغيل بعض مقولاته في المجال التداولي الإيراني، وعرف عنه تطبيقاته لنظريات هايدغر في دراسة الحضارة الغربية، وآثارها السلبية خارج محيطها الخاص، فمثلما يعتقد هايدغر بأن «كل حقبة من حقب التاريخ تختص بسيادة حقيقة معينة تطغىٰ علىٰ بقية الحقائق، فيما تقذف بما سواها إلى الهامش» ، يعتقد فرديد أيضاً بأن «الغربيين أضاعوا اللّٰه، واستبدلوه بإله آخر، هو النفس المادية، أو النفس الأمارة بالسوء» . كما يؤكد أن للبشر ثلاثة أبعاد: الأول علمي، والثاني فلسفي، والثالث معنوي، ومع أن «الأول والثاني احتلا مساحة واسعة في السنن الفكرية الغربية، لكن الثالث ظل غائباً وباهتاً بشكل فاضح» .
ولذلك يحذر أحمد فرديد من مخاطر شيوع حاضرة الغرب في عالمنا، ويدعو إلىٰ تجاوز التغريب ومخاطره، باكتشاف ذات الغرب، أي نكون غربيين، لا بمعنى الاغتراب عن الذات، وإنما بمعنى المعرفة الدقيقة بالغرب، والنفوذ إلىٰ كنه الفلسفة والأنطولوجيا الغربية، لأن معرفة الآخر شرط لازم لمعرفة الذات 1.
وقد أخذ جلال آل أحمد هذا المفهوم الفلسفي من فرديد، لكنه صاغه صياغة أيديولوجية، وعبأه بأفكاره، التي استقىٰ شيئاً منها في المرحلة الماركسية من