132خلافاً للنووي والزمخشري اللذين ذكرا نفس الثلاثة أميال - أنّه يجب أن لا يغلطنا ذلك، لأنّا إذا قرّرنا حساب المسافة 3 أميال من مجمع ميقات الجحفة، فسيكون محل البناء التأريخي في حدود مسجد غدير خمّ، حيث عندما قسنا الفاصلة من مسجد الميقات إلى بقايا البناء التأريخي كانت حوالي 4000 - 5000م، ونظراً بأنّ كلّ ميل عربي يساوي حوالي 1700م، فذلك يتّفق أصولياً مع إشارة الإمام الحربي والبكري والزمخشري والثوري.
* تصاوير من منطقة الجحفة
وبعد حصول الاطمئنان من نتائج هذه الدراسة، تعمّقتُ في الآراء المغايرة لها، وبعد الجمع بين الآراء، صرت أمام رأيين جديرين بالالتفات، فأوّلاً: تأمّلت في رأي عرام القائل: بأنّ المسافة بين الغدير والجحفة ميل واحد، فوجدت أنّ هذا الرأي لا يمكن أن يتغاير مع رأيي، لأنّه لا يوضح هل أنّ مبدأ القياس كان من حصن الجحفة أو من محلّ الميقات؟ لاسيما إذا اعتبرنا المسافة ميلاً واحداً من مركز حصن الجحفة حيث نحصل على نتيجة الثلاثة أميال بين حدود الميقات إلى غدير خمّ 1.
والرأي الآخر هو الاحتمال الذي احتمله الباحث المكّي المعاصر عاتق بن غيث البلادي، حيث كتب: «عند البحث حول الموقع الجغرافي للجحفة، رأيت رجلاً في البادية، فسألته عن محلّ غدير خمّ، وإنّ رجل البادية: «أشار إلى نخلات مطلع الشمس فقال: هُذيك ويسمّونه اليوم (الغربة) ، ويقع شرق رابغ بما يقرب من 26 كلم» 2.