126القادمة استخدام تكنولوجيا المعلومات لتمكين أبناء الاُمّة الإسلامية بكافّة المعلومات والتفاصيل الشرعية والمعيشيّة والتاريخية والاقتصادية للحجّ، وتيسير إجراءات الحجّ، حتّى يتفرّغ الحاجّ للتأمّل في هموم ومشاكل وطموحات وتوقّعات الاُمّة، والعمل - وبشكل جدّي - لتحقيقها، وأن أرى اليوم الذي يغدو فيه الحجّ مناسبة إنسانية كونية يحسّ بها العالم أجمع من خلال التغطيات الإعلامية المسؤولة والمعبّرة عن آفاق تفاصيل هذه التجربة الفريدة.
كذلك، أتمنّى أن تصبح عملية التواصل ونشر الفكر الإسلامي المستنير المؤمن بأهمّية الانفتاح للعالم تبليغاً لرسالة الإسلام الخالدة والمستفيد من تقنيات العصر من أجل «اختراق» العوالم الثقافية التي إمّا أنّها لم تسمع بقيم وتعاليم الإسلام أو أنّ ما تعرفه عنه تتلبّسه معيقات نكرة في الإسلام، تحول دون أن تتعرّف عليه في بساطته ونقائه، وما يمكنه أن يقدّم للإنسانية جمعاء من قيم وأخلاق ومعتقدات هي في أمسّ الحاجة إليه من أي وقتٍ مضىٰ.
آمل أن تصبح مناسبة الحجّ مناسبة فكرية ومعرفية وإيمانية لمزيد من تكامل وتآخي وتعارف أبناء الاُمّة بعضهم ببعض، وأعتقد أنّ وسائل التقنية الحديثة يمكن أن تسرع من إمكانات تحقيق هذا الحلم، وأن تصبح الاُمّة المسلمة فعّالة في حياة العصر بدلاً من أن تكون المستهدفة والضحيّة لوصمها بالتخلّف أو التجمّد.
إنّ إمكانيات الإسلام والمسلمين كبيرة، ولم تستخدم بالدرجة والصورة التي يمكن أن تقدّم بها في عصرنا الحالي. هل نحلم بمساحات واسعة في تقنية المعلومات في شكل latroP . ومواقع على الانترنت تمكّن المسلم من معرفة حقّه بدينه، وتفتح آفاقاً لغيره للإفادة من رسالة الإسلام، أعتقد أنّ حلمي، وحلم كلّ مسلم محبّ للإسلام وللإنسان، قريب التحقّق وسيكون الحجّ أحد أبرز وقائعه.