91يعيشها لحظات، شريطة أن لا يتغير إيمانه ولا يضعف، بل يزداد صموداً وبقاءً.
إنّها رخصة يستفيدها المؤمن من آيات قرآنية، وأحاديث نبوية، ومواقف جهادية. . . تفضّلت بها السماء علينا، فما علينا إلّاأن نحسن التعامل معها بما يكون دافعاً لنا نحو كدحٍ متواصل للقاء اللّه تعالى ونيل رضاه.
هذا، ولا بدّ لنا من الإشارة إلى أنّ الطائفة الشيعية استفادت من التقيّة عبر تأريخها، واستخدمتها أكثر من غيرها حتى كادت تختصّ بها. وهذا أمر طبيعي، فإذا ما تتّبع باحث حياتهم؛ لوجدها تعرّضت إلى ما لم يتعرض له الآخرون، فالمطاردة والتنكيل، والسجون والتعذيب، والتقتيل بأشكاله البشعة، كلّها ممارسات قذرة تلطّخت بها أيدي الطغاة والظالمين، وصبّت على أبناء هذه الفئة من المسلمين، لا لشيء إلّالأنهم من الموالين للإمام عليٍّ وللعترة النبوية الطاهرة، ولأنهم رفضوا الظلم والظالمين، وامتنعوا من الانصياع لهم، فكان طبيعياً أن يضطروا إلى اللجوء إلى هذا الأسلوب، الذي هو طريقة شرعية للحفاظ على كيانهم وبقائهم، وبالتالي مواصلة جهادهم. . .
ولا أظنّ أنّ هناك شخصاً أو جماعةً لاتلوذ بهذا الأسلوب، ولا تلجأ إليه، إذا ما ابتلوا ببعض ما ابتليت به الشيعة عبر مسارها الجهادي الطويل. . .
وإذا ما استطاع الإنسان أن يظهر ما يراه ويعمل به بعيداً عن الأذى والملاحقة. . . فإنه لايلجأ إلى التقية، ولا تحبذ له الشريعة بل ولا تجيز له ذلك. .
ومعهذا كلّهفإن كلمةالحقّ و التصريح بها يبقى هو الأعظم ثواباً و الأكبر أجراً. . .
فلنقف أولاً عند أدلة هذه القاعدة و مصاديقها:
فأدلّة هذه القاعدة قد توزّعت بين آيات قرآنية، وأخرى روائية، وثالثة حكم العقل؛ وتسالم الفقهاء، ورابعة مواقف و أهداف.
وقبلأن نلج هذه الأدلة؛ لنتبين دلالتها على ما نحن فيه من صحة هذه القاعدة