88
قاعدة التقية و فقه الحج و الزيارة
قاعدة التقية وفقه الحج والزيارة
حسن محمّد سليمان
تمهيد
بما أن فريضة الحج و زيارة المراقد المقدسة في مكة والمدينة تعدّ مساحة واسعة لتلاقي أتباع المذاهب الاسلامية المتعددة، ولتماسّ واحتكاك أبنائها بشكل واضح و جليّ، ونظراً لمايسببه أي تصرف قولاً أو فعلاً مما يستغربه الآخرون، بل مما قد يستنكرونه و يعيبونه و ينهون عنه، وبالتالي قد يقع سبباً للاختلاف والنزاع و الفتن بين أبناء الأمة الواحدة. . . إضافة الى مابنيت عليه هذه القاعدة أساساً من دفع الضرر، وما يؤدّي إلى الفساد والنزاع، وهو مايتضح لنا من خلال الحديث عنها وعن أدلتها، وأنّ العقل و الشرع أقرّ هذه القاعدة، فهي إذن قاعدة عقلية شرعية هدفها حفظ النظام بين الناس والتآلف بينهم. . .
فقد جاءت هذه القاعدة لدرء أي خلاف أو فتنة أو نزاع. . . و لتضييق الفجوة بين أبناء الأمة الواحدة، إن لم يكن الغاؤها، تمهيداً لإرساء دعائم الوحدة الاسلامية وجعلهافوق كلّ خلاف، سواء أكان على مستوى الفروع و الأحكام أم الموضوعات و المواقف. . ، فقاعدة التقية التي طالما أكدها أئمة أهل البيت و بيّنوا دورها الواسع، فيما راحوا من جهة أخرى يؤكّدون على أتباعهم و مريديهم من