86
غفر اللّٰه له البتّة 1- أي قطعاً - » .
فمن حجّ ليُنادىٰ في المجتمعات والنوادي: يا حاج فلان ويا حاجّة فلانة، وليفخر على الآخرين ويتطاول عليهم، لم يصبه من حجّه إلّاالتعب والنّصب، والأعمال العباديّة تبطل بالرياء، فيجب إعادتها وقضاؤها حينئذٍ. فهل بعد هذا إلّا الإخلاص في النوايا والعمل؟ !
ختامه مسك:
ولنختم الموضوع بما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في أسرار الحجّ ودقائقه وعلّو معانيه وسموّ مفاهيمه.
روي في مصباح الشريعة عنه صلوات اللّٰه وسلامه عليه وعلى آبائه وأولاده الطاهرين أنّه قال: «إذا أردت الحجّ، فجرّد قلبك للّٰهتعالى من كلّ شاغل وحجاب كلّ حاجب، وفوّض أُمورك كلّها إلى خالقك، وتوكّل عليه في جميع ما تظهر من حركاتك وسكناتك، وسلّم لقضائه وحكمه وقدره، ودع الدنيا والراحة والخلق، واخرج من حقوق يلزمك من جهة المخلوقين، ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك وقوّتك وشبابك ومالك، مخافة أن يصير ذلك عدوّاً ووبالاً، فإنّ من ادّعى رضا اللّٰه واعتمد على ما سواه، صيّره عليه وبالاً وعدوّاً؛ ليعلم أنّه ليس له قوّة وحيلة، ولا لأحد إلّابعصمة اللّٰه وتوفيقه.
فاستعد استعداد من لا يرجو الرجوع، وأحسن الصحبة، وراع أوقات فرائض اللّٰه وسنن نبيّه صلى الله عليه و آله، وما يجب عليك من الأدب والاحتمال والصبر والشكر والشفقة والسخاوة، وإيثار الزاد على دوام الأوقات، ثمّ اغسل بماء التوبة الخالصة ذنوبك، والبس كسوة الصدق والصفا والخضوع والخشوع، وأحرم من كلّ شيء يمنعك عن ذكر اللّٰه ويحجبك عن طاعته، ولبِّ بمعنى إجابة صادقة صافية خالصة