85شعائر موحّدة ومناسك دينيّة وطقوساً خاصّة، تجرّد الإنسان عن عالم الماديّات، وتحلّق بروحه إلى عالم ملكوتي وروحاني، بلا نهاية إلى الرفيق الأعلى قاب قوسين أو أدنى.
ولكن نوايا الناس مختلفة، والإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره وأستاره، فقد روي في خبر من طريق أهل البيت عليهم السلام « إذا كان آخر الزمان، خرج الناس للحجّ أربعة أصناف: سلاطينهم للنزهة، وأغنياؤهم للتجارة، وفقراؤهم للمسألة، وقرّاؤهم للسمّعة» 1.
فليس كلّ من حجّ بيت اللّٰه الحرام نال الكمال وبلغ العُلى، بل بشرطها وشروطها والإخلاص أوّل شروطها.
قال الإمام الصادق عليه السلام: «الحجّ حجّان: حجّ للّٰهوحجّ للناس، فمن حجّ للّٰه كان ثوابه على اللّٰه الجنّة، ومن حجّ للناس كان ثوابه على الناس يوم القيامة» 2.
ولا يخفى من يدخل الجنّة فهو من السعداء لقوله تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِى الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا 3.
فمن كان سعيداً في حجّه، إنّما يخلص للّٰهفي مناسكه ويبتغي وجه اللّٰه في أعماله، ومن عمل للناس فقد خسر الدنيا والآخرة، فإنّ الدنيا الدنيّة دار ممر، وأهل الدنيا لا وفاء لهم، وفي الآخرة كلّ ينادي وانفساه، وكل يفرّ من أخيه وصاحبته وبنيه وعشيرته التي كانت في الدنيا تؤيه. فمن الحماقة وقلّة العقل أن يعمل الإنسان لغير اللّٰه سبحانه، كما ورد في الخبر الذي مرّ.
قال الإمام الصادق عليه السلام: « من حجّ يريد به اللّٰه ولا يريد به رياءً وسمعةً،