82وفي غرر الحكم عن أمير المؤمنين عليه السلام: « كلّ حسنة لا يُراد بها وجه اللّٰه تعالى، فعليها قبح الرياء وثمرها قبح الجزاء» .
وقال الإمام الصادق عليه السلام: «ما كان من الصدقة والصلاة والصوم وأعمال البرّ كلّها تطوّعاً فأفضلها ما كان سرّاً، وما كان من ذلك واجباً مفروضاً فأفضله أن يعلن به» 1.
فالرياء حرام والمرائي عند اللّٰه سبحانه ممقوت ومغضوب عليه وقد شهدت لذلك الآيات والأخبار والآثار كما ذكرنا.
هذا غيض من فيض في أخبار الإخلاص والرياء وبيان حدودهما، وما يترتب عليهما من الآثار في الدنيا والآخرة.
وبعد هذه الوقفة العاجلة في رحاب عظمة الأخلاق الإسلامية ودورها البالغ في حياة المسلم الرسالي، وبعد عرض موجز عن الإخلاص والرياء، وإنّما منشؤهما ومحطّهما هو القلب، فإنّه العالم باللّٰه وهو العامل للّٰه، والساعي والمخلص والمتقرب إليه، وهو الكاشف بما عند اللّٰه ولديه، وإنّما الجوارح أتباع له وخَدَم والآت يستخدمها القلب كاستخدام الراعي للرعيّة، فهو المقبول عند اللّٰه إذا سلم من غير اللّٰه، وهو المحجوب عنه إذا صار مستغرقاً بغير اللّٰه، فهو الُمخاطب وهو المُطالب وهو المُثاب والمُعاقب، فيفلح الإنسان إذا زكّاه ويشقى ويخيب إذا دَنّسهُ ودسّاه، وهو المطيع للّٰهبالحقيقة، وإنّما الذي يظهر على الجوارح الظاهرية من العبادات أنواره، فهو سلطان البدن، وهو العاصي المتمرّد على اللّٰه، وإنّما الساري على الأعضاء من الفواحش آثاره وبظلمانيته ونورانيته تتجلّى المحاسن الظاهرية ومساويها، فإنّ كل إناء بما فيه ينضح، وهو الذي إذا عرفه الإنسان فقد عرف نفسه ومن عرف نفسه عرف ربّه، فتارةً يهوى إلى أسفل السافلين ويكون كالأنعام بل