200ابن العباس، كما كان عبداللّٰه بن العباس أيضاً مقصداً لعلماء المسلمين من اليمن وأنحاء الجزيرة والعراق، حيث يقدمون للحجّ ويستفيدون من علم ابن عباس بالسماع والمحاورة، ومن هؤلاء عالم اليمن طاوس بن كيسان (ت 106 ه) 1.
وعندما سُئل بأنّه ترك أكابر الصحابة ولزم ابن عباس قال: «إنّي رأيت سبعين من أصحاب رسول اللّٰه- صلى الله عليه و آله إذا تدارؤوا [ اختلفوا ] في أمر صاروا إلى قول ابن عباس» 2.
ومن التابعين الذين برزوا في تفسير القرآن الكريم مجاهد بن جبر المكّي (ت104 ه) وهو مقرئ ومفسّر، وقد استفاد من ابن عباس وأخذ عنه تفسير القرآن. يقول مجاهد: «عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كلّ آية منه وأسأله عنها» 3.
وكانت السُنّة النبويّة من العلوم الدينية المزدهرة في مواسم الحجّ في العصر الأُموي. وقد استحوذت السُنّة النبويّة على اهتمام المسلمين في العصر الأُموي.
وكانت مواسم الحج فرصة لدراسة السُنّة النبويّة وفهمها حيث يلتقي المسلمون، علماء وطلبةً بأصحاب الرسول صلى الله عليه و آله - والتابعين في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة؛ لسؤالهم والأخذ منهم عن سُنّة رسول اللّٰه- صلى الله عليه و آله - عن الحجّ ومناسكه وسُننه.
واشتهر في مواسم الحجّ في العصر الأُموي عدد من أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله والتابعين بفهم السنّة النبويّة وحفظها، ومن هؤلاء عبداللّٰه بن العباس، وعبداللّٰه بن عمرو بن العاص (ت65 ه) ، وعبداللّٰه بن الزبير (ت 73 ه) وغيرهم. وكان يحدّثون في الحج ويجيبون عن أسئلة الحُجّاح اعتماداً على سنّة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله.