199وشهد العصر الأُموي ازدهار النثر الديني في مواسم الحجّ، والقائم على تفسير القرآن الكريم، وتوضيح السنّة النبويّة والفتوى في مناسك الحجّ والعُمرة، حيث انتعشت في مواسم الحجّ في العصر الأُموي العلوم الإسلامية كالتفسير والسنّة والفتوىٰ 1. وتحتوي المصادر التاريخية على الكثير من أدب الحجّ المُتعلّق بهذه العلوم، وهو أدب نثري يتناول كلّ علم من هذه العلوم.
ولا يتّسع المجال هنا، للتوسّع في هذه العلوم وأبرز علمائها، ولكن ستُعطى أمثلة على كل علم من العلوم الدينية في مواسم الحجّ في العصر الأُموي، وأبرز من اشتهر فيه من الصحابة والتابعين.
ففي علم تفسير القرآن الكريم كان الصحابة والتابعون في مكّة المكرّمة مقصداً للحُجاج لأخذ التفسير ومن هؤلاء عبداللّٰه بن العباس (ت 68 ه) ، وعبداللّٰه ابن الزبير (ت 73 ه) ، وعبداللّٰه بن عمر بن الخطاب، (ت 74 ه) .
وبرز من هؤلاء الصحابة في تفسير القرآن الكريم في مواسم الحجّ في العصر الأُموي الصحابي الجليل عبداللّٰه بن عباس (ت 68 ه) . حيث كان يخطب خلال المواسم في الحُجاج ويقرأ عليهم القرآن ويفسّره، يروي ابن سعد عن أبي وائل أنّه قال: «خطبنا ابن عباس وهو على الموسم فافتتح سورة البقرة فجعل يقرأ ويفسّر، فجعلت أقول: ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثله، لو سمعته فارس والروم لأسلمت» 2.
وكان الحُجّاج وطلبة العلم يقدمون لمكّة المُكرّمة لأخذ التفسير من عبداللّٰه