17أحتجّ بمرسلة الخزّاز، ولكن مرسلة ابن أبي عمير 1، ومرسلة الخزّاز ومرسلة الصدوق 2عن الصادق عليه السلام متّفقة على أنّ البريد في القصر هو ما بين ظل (عير) إلى فيء (وعير) حسب قول جبرائيل عليه السلام للرسول صلى الله عليه و آله.
ومرسلة الخزاز تقول: إنّ الإمام أخبر عن الميل الذي هو جزء من 12 جزءاً ممّا بين (عيرو وعير) الذي هو البريد، وميزان القصر بأنّه كان كلّ ميل 3500 ذراعٍ.
فاحتمال الخطإ إن كان في تجزئة بني أُميّة لما بين (عير ووعير) إلى 12 ميلاً. فهو مدفوع بالتسالم على أنّ البريد 12 ميلاً، وأنّ الاعتبارات الكثيرة تساعد المرسلة، منها اعتبار السمهودي، ومنها اعتبار يلملم، فإنّه لاينطبق على بعدها عن مكّة 48 ميلاً، كما هو المحصّل من أخبار حاضري المسجد الحرام، إلّاعلى تقدير المرسلة.
وقد رأيت كتابين لبحر العلوم وصاحب كشف الغطاء في تحديد الحرم، وذكر الأقوال الكثيرة في تحديده بالأميال والأذرع، والكلّ متّفقة على اعتبار الميل 3500 ذراعٍ، فإذا اعتبرنا قول الروايات الناصّة على أنّ ما بين عير إلى وعير هو الميزان الحقيقي الموحي للقصر، ومرسلة الخزّاز تقول قولها، والاعتبارات المنقولة تساعدها، فهل يسوغ أن لا نلتفت إلى المرسلة والاعتبارات، ولا نحقّق موضوع الحكم باعتبارنا نستريح إلى مشهور لا مستند له، إلّاشيوع تقدير الميل من زمان اليونان إلى زماننا تبعاً لهم بأربعة آلاف ذراع؟ وقد كانت كتابة استشكالي لحضرتك استنهاضاً لمساعدتك على اعتبار ما بين (عير ووعير) «انتهى» .
ونقول: إرادة الدخول في الميل السادس من الستّة الأميال مجاز، يحتاج إلى القرينة، وهي مفقودة.