163قرينة - فإنّها لا تسلم من التباني، وربّما التضارب، نتيجة لاختلاف الأذواق، وكثيراً ما اتّهم شعراء في قصائد لهم بأنّها منحولة، أو لا ترقى إلى مستواهم، أو لا توافق سمات عصرهم الشعرية. . .
ويتنازل عن هذا الدليل فيقول: ودع الشعر فإنّه في قضيتنا نافلة. . . وكفانا أن نلقي نظرة عابرة إلى فضائل الشيخ التي تناقلتها الألسن ونفذت إلينا - على الرغم من القهر السياسي - كأنّما من سم الخياط!
فليس منّا من لا يعلم أنّ «السياسة» طوال عهود الإسلام وعلى تعدّد دوله، قد افترست، أو كادت، كلّ كلمة إنصاف قيلت في حقّ آل البيت النبويّ الكريم.
لذلك بحسبنا في «المقولات» - كمثال - أن بلغنا، عبد مؤخر القهر والنكال، التي ضربت حول شيعة الرسول، كلمة صفي محمّد ووصيه، التي تقول:
« ما مات أبو طالب حتى أعطىٰ رسول اللّٰه من نفسه الرضا»
وتلك شهادة من لا يكتم الشهادة، ولا يلبسها ببهتان. . .
هذا ما ورد علىٰ ألسنة الشيعة وأئمتهم نقلاً عن عليّ: فإذا كان لابدّ من الوجه الآخر للعملة! فلنصغ إلى حديث أبي بكر، أوّل الخلفاء، إذ جاء بأبيه: أبي قحافة يقوده، وقد أسن وعمي، ليسلم بين يدي رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، فقال الرسول: ألا تركت الشيخ حتى نأتيه؟ !
قال أبو بكر: أردت يا رسول اللّٰه أن يأجرني اللّٰه. ثمّ أضاف: أما والذي بعثك بالحقّ، لأنا كنت أشد فرحاً بإسلام عمّك أبي طالب مني بإسلام أبي.
ثمّ يختم حديثه بقوله: ثمّ بحسبنا في المعقولات - كمثال أيضاً - أنّ أبا طالب، بكلّ المعايير، قد نصر الإسلام ونبيّه، كما لم يكن مثله نصير في العالمين. . .
فإذا رأى راءٍ تحرّى مواقف الشيخ. - فداءً وحمايةً وتعزيزاً - تجاه الإسلام ورسول اللّٰه، فالمصادر تجلّ عن الحصر، والصحف المنيرة فيها كثيرة. . .
ثمّ راح يتساءل: أم ماذا يقال في رجل يقف وحده في وجه الشرك وقومه