53وينقل ابن الأثير في «الكامل» قصّة أبرهة وأبي رغال، فيقول بعد ذكر موته في «المُغمَّس» :
«فرَجَمت العربُ قبره، فهو القبر الذي يُرجَم» 1.
وجاء في سفينة البحار (مادّة: لَهَبَ) عند ذكر قصّة أبي لهب، لمّا مات أبو لهب بقي جسده ثلاثة أيّام حتّى أنتن في بيته، ثمّ دفنوه بأعلى مكّة (في طريق العمرة) وقذفوا عليه الحجارة حتّى واروه، وبعد انتشار الإسلام كان قبره يُرمى بالحجر.
يُستفاد من هذه العبارات أنّ العرب قبل الإسلام وبعده كانوا يرمون قبور المنبوذين، ولعلّه قد اُخذ من رمي الجمرات. ولم يُذكر في هذه التواريخ أنّهم قد اتّخذوا أعمدة لهذه القبور يرمونها، ولو كان للجمرات عمود في ذلك الزمان، لكان المناسب أن يكون تقليد العرب على هذه الصورة. ولا نريد أن نطرح هذا المطلب بعنوان دليل، بل إنّه يُعدّ مؤيّداً وحسب.
النتيجة النهائية للبحث
من مجموع ما سبق يمكن استخلاص هذه النتيجة:
1 - لا دليل، في نظر الفقه الإسلامي - شيعيّاً وسنيّاً - على لزوم إصابة الحصى الأعمدة، بل إنّ إجزاء رمي الأعمدة فيما لو لم تقع الحصيات في الدائرة التي تحفّ بالأعمدة، محلّ تأمّل (فلاحِظْ) . والمسلّم إجزاء رمي الحصى في الدائرة المحيطة بالأعمدة.
2 - بناءً على ما تقدّم لا ينبغي للحجّاج المحترمين أن يشقّوا على أنفسهم متلقّين مخاطر شتّىٰ في رمي الأعمدة، بل يمكن بسهولة ويُسر رمي الحصيات السبع الصغار في الدائرة المحيطة بالعمود، ثمّ يغادرون المكان على الفور فاسحين المجال