48«واجْعَلْهُنَّ عَلَى يَمينِكَ كُلَّهُنَّ، ولا تَرْمِ عَلى الجَمْرَةَ» 1.
وهذا الحديث يدلّ دلالة بيِّنة على أنّ الجمرة هي موضع الحصىٰ، ذلك أنّ بعضهم يقف على جانب منه ويرمي الجانب الآخر. والإمام عليه السلام ينهىٰ عن هذا العمل، وإلّا فإنّ أحداً لا يقف على العمود عند رمي الجمرة.
وقد مرّ بنا هذا المعنى أيضاً لدى ذكر كلام فقهاء العامّة في البحث السابق، حيث يقول بعضهم: لا يجوز الوقوف على الجمرة.
3 - نقرأ في حديث معتبر آخر، عن معاوية بن عمّار، عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:
«خُذْ حَصَى الجِمارِ ثمّ ائْتِ الجَمْرَةَ القُصوى التي عندَ العَقَبَة فارْمِها مِن قِبَلِ وَجهِها، ولا تَرْمِها مِن أعلاها» 2.
يدلّ هذا التعبير وتعابير الفقهاء على أنّ جمرة العقبة قطعة أرض أحد جانبيها أعلى من الآخر، وبعبارة أُخرى أنّ أحد جانبيها وادٍ، وجانبها الآخر تلّة. وقد أُمِر أن يُرمىٰ من جانب الوادي الذي هو في الواقع مستدبر لمكّة لا من جانب التلّة (لأنّه يستفاد من روايات أخرى أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قد فعل ذلك) .
وإذا كانت الجمرة بمعنى العمود فإنّ جملة «ولَا تَرْمِها مِنْ أعلاها» تكون بلا معنى؛ لأنّ أحداً لايصعد إلى أعلى العمود للرمي.
4 - جاء في كتاب فقه الرضا عليه السلام:
«وإن رَمَيتَ ودَفَعتَ في مَحمِلٍ وانحَدَرتْ منهُ إلى الأرض أجزأتْ عنك» .
وفي نسخة أُخرى: «إنْ أصابَ إنساناً ثمَّ أو جَمَلاً ثُمّ وقَعَت على الأرض أجزأه» 3.