38وهذا التعبير يدلّ بوضوح على أنّ الجمرة هي الدائرة التي يُرمىٰ فيها الحصىٰ، ولا يرىٰ من اللّازم أن يقف المرء خارج هذه الدائرة، بل يجزيه أن يقف في طرف من الدائرة ويرمي الحصاة إلى الطرف الآخر.
4 - ويقول النَّووي أيضاً في كتابه الآخر «المجموع» :
«والمراد (من الجمرة) مجتمع الحصىٰ في موضعه المعروف، وهو الذي كان في زمان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله. . . ولو نُحّي من موضعه الشرعي، ورمى إلى «نفس الأرض» أجزأ؛ لأنّه رمىٰ في موضع الرمي. هذا الذي ذكرته هو المشهور، وهو الثواب» 1.
إنّ هذهالعبارات تصرّح تصريحاً جليّاً أنّ الجمرة هيهذه القطعة من الأرض، حتّى أنّها تدّعي الشهرة وتقول: إنّها هي التي كانت على عهد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله.
5 - يقول شهاب الدِّين أحمد بن إدريس، وهو فقيه آخر من فقهاء العامّة:
«فإنْ رمىٰ بحصاة. . . وقعت دون الجمرة وتدحرجَت إليها، أجزأ» 2.
6 - جاء في كتاب «عمدة القاري في شرح صحيح البخاري» :
«والجمرة اسم لمجتمع الحصىٰ، سُمّيت بذلك لاجتماع الناس بها» 3.
وفي هذا الكلام تصريح كذلك بأنّ الجمرة هي موضع تجمّع الحصىٰ.
7 - وورد في كتاب «الفقه على المذاهب الأربعة» :
«الحنابلة قالوا: ولو رمى حصاة، ووقعت خارج المرمىٰ، ثمّ تد حرجت حتّىٰ سقطت فيه أجزأته، و كذا إنْ رماها فوقعت على ثوب إنسان فسقطت في المرمىٰ» 4.
* * *